تعريف البحث العلمي
يُعتبر البحث العلمي المرتكز الذي يُستند عليه للوصول إلى الحقائق العلمية، وجعلها في إطارٍ من القواعد والقوانين والنظريات العلمية، وهناك العديد من التعريفات التي بيّنت مفهومهُ ومعناه، منها ما يلي:
- البحث العلمي: هو الوسيلة التي تُستعمل للاستعلام والاستقصاء بطريقةٍ دقيقةٍ ومنظّمةٍ، والهدف منه اكتشاف المعلومات، أو تطويرها، أو تصحيحها، وذلك باتباع خطوات المنهج العلمي.
- البحث العلمي: هو الفنّ الهادف الذي يصف التفاعل الدائم بين النظريات والحقائق؛ وذلك من أجل حصول الباحث على حقائق ذات معنى، أو نظريات ذات قوى تنبّؤية.
- البحث العلمي: هو عملية اكتشاف المعرفة والبحث والتنقيب عنها، والعمل على تنميتها وفحصها؛ وذلك من خلال تقصٍّ دقيق، ونقدٍ عميقٍ، ومن ثمّ عرضها بذكاءٍ وإدراك، لِيُسهِم في نمو الإنسانية وإحيائها.
خطوات كتابة البحث العلمي
قبل البدء بكتابة البحث العلمي، يجب على الباحث إعداد خطة محكمة تحتوي على الأمور الآتية:
- المقدمة: يمكن للباحث وضع مشكلة البحث العلمي فيها، وما هي الحاجة والضرورة من دراستها، ومدى اهتمام الباحث فيها.
- صياغة المشكلة : وتعني تعريف المشكلة، والإشارة إلى مفهومها وطبيعتها وأهميتها، ومن فوائد هذه الصياغة، يتم توجيه هذه العمليات البحثية للموضوع.
- الدراسات السابقة: وتفيد الدراسات السابقة الباحث في إضافة معلومات جديدة، واستكمال النقص الحاصل في موضوع البحث، أما إذا وجد الباحث تشابهاً في الدراسات السابقة؛ فعليه أن يبيّن وجه الشبه، والاختلاف في البيئة، والفترة الزمنية التي تمت فيها الدراسة.
- حدود الدراسة: ذلك أنّ بعض الدراسات تحتاج من الباحث جمع معلومات كثيرة لا يمكن له توفيرها، أو القيام بها جميعها، ولذلك يكون من الأفضل له وضع حدود معينة للدراسة؛ بحيث يأخذ بعين الاعتبار المنطقة الجغرافية للدراسة المراد تغطيتها، والفئة المستجيبة من الدراسة، وكذلك الوسائل والإمكانات المادية المتاحة لها، وغيرها من أمورٍ كثيرةٍ أخرى.
- هدف الدراسة: يجب أن توضع للدراسة أهداف واضحة ومحددة فيها شيء من التحدي، وقابلة للتحقيق، وليست مستحيلة.
- فرضيات الدراسة، ومن أهم شروط هذه الفرضيات، أن تكون محددة وواضحة.
- التعريف الإجرائي للمفاهيم والمصطلحات الواردة في البحث العلمي.
- أهمية الدراسة: وهي التي توضّح الهدف من إجراء هذا البحث العلمي وأهميته.
- المنطقة الجغرافية التي ستتم فيها الدراسة: وهذه تعتمد على نوع الدراسة العلمية القائمة، وعلى الغرض من إجراء الدراسة.
- منهجية الدراسة: حيث يتم فيها بيان المنهج المُتَّبَع في الدراسة، فقد تكون المنهجية تجريبية، أو وصفية، أو تاريخية، أو غيرها، وكذلك يتم فيها بيان الطرق التي استخدمها الباحث في دراستهِ أثناء جمع المعلومات، فقد يعتمد على طريقة الملاحظة مثلاً، أو المقابلة، أو اتّخذ وسيلة الاستبيان وغيرها من طرق.
- العينة: وهي الشريحة التي يتم العمل عليها، فيتم بيان الأساليب المستخدمة في سحبها، وبيان حجم هذه العينة.
- أدوات الدراسة: وهذه الأدوات يجب أن تكون مناسبة للمنهج المتّبع في الدراسة.
خصائص البحث العلمي
للبحث العلمي مجموعة من الخصائص والمميزات، ويمكن تلخيصها كالتالي:
- البحث العلمي عملٌ منظمٌ ومضبوط؛ ذلك أنّ البحث العلمي يقوم على النشاط العقلي المنظّم والمضبوط بطريقةٍ دقيقةٍ وصحيحةٍ، ومُخطط لها؛ ليتمّ التأكد من الفروض، والنظريات، وحل المشكلات بجهودٍ عقليةٍ منظمةٍ، فهي ليست أعمالاً تقوم على الصدفة، أو الارتجال في الأداء، بل أعمالاً تعتمد على التنظيم والبحث الدقيق.
- البحث العلمي عملٌ نظري، فهو يستخدم النظريات العلمية لإقامة الفروض وصياغتها، وخضوعها بعد ذلك للتجارب والاختبار.
- البحث العلمي عملٌ تجريبي؛ لأنّه يعتمد في عملهِ على إجراء التجارب والاختبارات على النظريات والفروض التي وضعها الباحث والبحث الذي يخلو من التجارب، فالملاحظات لا تُعتبر بحثاً علمياً؛ لعدم اقترانها بالتجارب.
- البحث العلمي عملٌ حركيٌّ وتجديدي؛ لأنّه ينتج عنه في الأغلب إضافات وتجديدٌ في المعرفة؛ فهو يقوم على تجديد المعارف القديمة، واستبدالها بأخرى جديدة وحديثة.
- البحث العلمي عملٌ تفسيري؛ فهو يعمل على تفسير الظواهر والأشياء عن طريق مجموعة من المفاهيم التي تُدعى النظريات؛ وذلك باستخدام المعرفة العلمية في ذلك.
- البحث العلمي عمل عامٌ للجميع ومُعمّم، ويمكن لأي شخصٍ الاستفادة من هذه البحوث مثل الكشوف الطبيّة.
صفات الباحث الناجح
هناك بعضاً من الصفات التي ينبغي الحرص على تواجدها وتنميتها في الباحث الناجح، ومن أهمها ما يلي:
- صفاء الذهن، وهذه الصفة ذات أهمية كبيرة، فهي تؤدّي إلى وجود قوة الملاحظة عند الباحث، وصدق التصور لديه، وكذلك التحرُّر من التحيز أثناء كتابتهِ للبحث العلمي.
- حبّ العلم والاطلاع: فإذا وُجد حب العلم والاطلاع عند الباحث كانت لديه القوة اللازمة لاستمرار البحث والدراسة، لعملية جمع المعلومات وكشف الأمور غير المعلومة في البحث.
- الصبر والمثابرة، وهما صفتان أساسيتان في الباحث؛ ذلك أنّ طريق العمل والنجاح فيه العديد من المشكلات والعقبات التي قد تعترضُ طريق الباحث ومشوارهِ العلمي، فإن لم يتحلَّ بالصبر والمثابرة، فإنّه سرعان ما يتوقّف عن البحث، وقد يؤدي إلى عدم استمراريته في العمل.
- الأمانة العلمية: وهي من الضروريات الحتمية للبحث العلمي ، وهي مختلفةٌ عن التحيز اللاشعوري؛ ذلك أنّ الأمانة العلمية مكانها ومستودعها ضمير الباحث الحي، ويرتبط وجودها بخلقه القويم الذي يُظهر الوعي والنزاهة وتحمُّل المسؤولية، أما التحيز اللاشعوري، فمكانه في عقل اللاوعي عند الإنسان، وهو يتأثّر بطبيعة الإنسان، وبإمكانه التغلب عليه عندما يُحسن اختيار أدوات وطرق القياس المناسبة.
- الحدس: ونعني به عملية نشأة الأفكار والحلول في ذهن الباحث، وتعني أيضاً ورود الأفكار بشكلٍ طارئ للباحث، والتي تُسهم في حلِ مشكلةٍ مُعينةٍ، واجهت الباحث، وتأتي هذه الأفكار في أغلب الأحيان كوميضٍ سريعٍ يخطُر على ذهن الفرد، وبأوضاعٍ عديدة ومختلفة، فقد يكون الباحث في حالة استرخاء عند ورود الأفكار إلى ذهنه، وقد يكون في حالة تدبُّرٍ لأمرٍ أُشكِلَ عليه في البحث، أو قد يكون في حالةٍ بين النوم واليقظة، وهذه الظاهرة موجودة لدى العلماءِ ومألوفةٌ لديهم، وبما أنّ هذه الأفكار تأتي بسرعة وبدون مقدمات، فإنّ على الباحث أن يُسرع في كتابة هذه الأفكار الطارئة؛ لأنّها سُرعان ما تبتعد عن فكره بنفس سرعة قدومها، وهذه الأفكار يجب على الباحث أن يضعها موضع الاختبار والتحرّي، فهي ليست وسيلة من وسائل البحث العلمي، فاحتمال الخطأ فيها وارد.
- الخيال، للخيال في البحث العلمي آثاره المفيدة التي تعود على الباحث؛ فهو يؤدي إلى رحابةٍ في التفكير، وسعة في الأفق، كما أنّ له فضلٌ كبيرٌ على العلماء، فقد أدّى بالكثير منهم إلى اكتشافاتٍ هامةٍ أوصلتهم إلى مستوياتٍ من العلم لم يبلغها أحدٌ قبلهم، ونظراً لأهمية الخيال في البحث العلمي، يرى البعض أنّه يجب أن يكون المرشد والمصاحب له في خطواتهِ.
المراجع
- ماثيو جيدير، منهجية البحث (الطبعة الأولى)، صفحة 14 – 15، جزء 1. بتصرّف.
- منذر الضامن (2007م)، أساسيات البحث العلمي (الطبعة الأولى)، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع، صفحة 226 – 227، جزء 1. بتصرّف.
- ماثيو جيدير، منهجية البحث (الطبعة الأولى)، صفحة 18 – 19، جزء 1. بتصرّف.
- أحمد عبد المنعم حسن (1996م)، أصول البحث العلمي (الطبعة الأولى)، القاهرة: المكتبة الأكاديمية، صفحة 36 – 37، جزء 1. بتصرّف